لبن الابل هو غذاء البدو الرئيسي في الصحراء، ولهم حديث في ذلك يقول البدو: يدخل ولا يدخل عليه، أي انه يكفي على غيره من الأغذية التي لا حاجة لها بعد تناولهم اللبن، ويقولون «قرطوع يطرد الظمأ والجوع»، وايضاً «المشبع المروي المقيت» أي يرويهم ويقيتهم، ويضيفون ان الوراثة في الابل لها دور في ذلك، ومرحلة الادرار، وعمر الناقة، ونوع الطعام الذي تتغذى عليه وكمية الماء المتوافر للشرب فكلما قلت كميات مياه الشرب وأعتمدت الابل في غذائها على الغذاء الطبيعي الخالي من مدخلات الانتاج الحديثة كالاسمدة والاعلاف كان أنفع وأجود، وقال صاحب المركز قمنا بترحيل الابل إلى المرعى الطبيعي بعد أن كانت في حظائر بشرق النيل تتغذى بالعشب المصنع والان اصبحت تتلقى غذاءها طبيعي دون أي إضافات بمراعي منطقة الدويم بالنيل الابيض. وأثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن لبن الابل يحتوي على أعلى نسبة من سكر اللاكتوز تفوق سائر ألبان الحيوانات الأخرى وهذا السكر يتم امتصاصه وتحويله بواسطة انزيم اللاكتيز الى سكر جلكوز الذي يعد غذاء مهما للمخ والجهاز العصبي، ومصدراً حيوياً للطاقة، كما يتم امتصاصه في الدم لمنع تراكم الجلكوز وهذا يحمي الأطفال والكبار من الإصابة من السكري، ويحتوى على أقل نسبة دهون «2.9%» حيث تبلغ «7.6%» في لبن الجاموس، و «4.9%» في الابقار، والاحماض لا تتكون من أحماض دهنية ترفع نسب الكولسترول في الدم حسب دراسة دكتور أمير صالح استشاري الطب الاسلامي ورئيس الجمعية الامريكية للعلوم التقليدية، ويضيف: يحتوي لبن الابل على فيتامين «ج» ومواد تقاوم السموم والبكتريا وبه أجسام مناعية مقاومة للأمراض خاضة التهاب الامعاء زائداً مجموعة من الاملاح، ويعالج الكثير نذكر منه على سبيل المثال: فقر الدم، وضعف العظام للأطفال وكبار السن، ويعالج الكساح عند الاطفال، ومرض السكري وهشاشة العظام للكبار ويحمي اللثة، والتهاب القولون، والكبد الوبائي والقرحة، وفي دراسة أخرى قام بها بروفيسور احمد عبد الله حمداني «سعودي» أن البول بخلطة باللبن حتى يكون مستساق يعالج السكري واورام الكبد والاستسقاء وان بعض الشركات تستخدم بول الابل في صناعة أنواع ممتازة من شامبو الشعر، فلبن الابل سائل منظم يرفع ما هو منخفض ويخصص ماهو مرتفع لمرضى السكري وضغط الدعم، وتشير المصادر إلى أن هنالك عيادات في الهند يستخدم فيها لبن الابل لعلاج السل والتهاب الكبد والربو وفقر الدم. ويرى الباحثون ان قيمة حليب النوق تكمن في التراكيز العالية للحموض الطيارة وأحماض كثيرة غير متعددة مشبعة ومضادات للتخثر والسموم والجراثيم، في السياق «الرأي العام» التقت بالمواطن احمد حمد النيل أحد زبائن مركز العافية لالبان الابل لصاحبه خير الله الشبلي محافظ بارا السابق الذي ترك العمل بالسياسة واتجه لألبان الابقار، وقال: أحمد ولدت بسنكات وتربيت على لبن الابل وأشرب منه كميات كبيرة جداً، وأرسل لوالدي في السابق جركانتين كل خميس لانه مريض بالسكري وبذلك لم يأخذ حقنة انسولين أو حبة لأكثر منذ عامين، وقال عمري الآن تجاوز السبعين عاماً وألعب شوطاً كاملاً في كرة القدم وأتغلب على «ناس مرقة الدجاج» وأضاف طيلة عمري لم يتساقط شعري ولست أصلعاً وسليماًِ والحمد لله من السكري والضغط، وبطني ضامرة «يعني ما عندي بطن كبيرة» ولم استعمل نظارة حتى للقراءة رغم عملي كاتب تحري لاربعين عاماً بالشرطة، ثم وروى قصة بان اعرابياً لسعته عقرب ولم يتأثر اطلاقاً بسبب استعماله للبن الابل، وقال: يسبب الاسهال لاصحاب البطون غير النظيفة وغير المتعودين على شربه لكن لا يطول ذلك، ويقول صاحب الموقع أحمد سابل الشبلي أكثر زوارنا وزبائننا مرضى السكري والاستسقاء والسرطان والتهاب القولون وآخرين يستخدمونه كغذاء إضافة لحيويتهم، وأشار الى تجربة البعض بتركهم لحبوب السكري واستعمالهم لالبان الابل، وأغلب الرواد من البنات لانه يربي الشعر ويمنع تساقطه ويطيله وينعمه ويجعله اكثر سواداً ويعالج القشور، وقال نعطيهم بول الابل مجاناً إضافة إلى مرضى السرطان والكبد كعلاج لا نأخذ فيه مليماً واحداً، وأوضح أن انواع اللبن الموجودة «هي حليب وقارص» وقال القارص ترتفع حموضته وتنخفض بدرجات معينة، وأشار أحد الزبائن إلى أن لبن الابل يمكث عاماً في «القرعة عند العربان ويشف ويتم استخراجه بالسكين كالعجين الجاف ويضاف اليه الماء ويصبح لبناً عادياً يسمى «بالغباشة» وهو بين الحليب والقارص، وقال: هنالك جمال الشيل «للاحمال» وجمال السباق وجمال الحليب منها في سلقاي وأمور والدعيلي عند الرشايدة والبشاري والعنافي وغيرها، كل يعيش في بيئة معينة ولا يمكن أن يعيش في بيئة أخرى، وينصح المريض ان يأخذه بالغداة ولا يدخل عليه شيء ويجب عليه الراحة التامة بعد شربه.
